نص الاستماع عدل الملك عبدالعزيز
من أخلاق الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل ال سعود و مبادئه تحقيق العدل و إقامته بين الناس ومحاسبة من يقصر في ذلك وقد جعل الملك عبد العزيز الشريعة الإسلامية أساس القضاء و التقاضي في المملكة العربية السعودية وأنشأ المحاكم و عين القضاة و كون رجالا للتفتيش عليهم وكان الملك عبد العزيز دائما يردد إن الناس جميعًا مسؤولون أمام الله بتركهم مبدأ التناصح الله ولرسوله و العامة المسلمين و إن بابي مفتوح للناس انصف المظلومين وإن كانت دعواهم ضد أولادي و ذوي القربى .
ولقد طبق الملك عبد العزيز العدل على نفسه فبعد وفاة والده الإمام عبد الرحمن رحمه الله أتى أحد المواطنين فقال للملك عبد العزيز لي في ذمة والدك دين قدره ۱۰۰ ریال ، فقال له الملك : وهل عندك شهود ؟ فقال الرجل: شاهدي هو الله و بيني وبينك شرع الله، فقال الملك : صدقت و انصرف الملك ومعه الرجل إلى منزل قاضي و لما عرف القاضي أن بينهما دعوى لم يدخلهما في بيته بل أجلسهما على الأرض أمام البيت وجلس القاضي على عتبة البيت وحكم بينهما بشرع الله وانصرف الخصم راضيا بحكم القاضي التفت القاضي بعد ذلك إلى الملك عبد العزيز وقال له : الآن أنت ضيفي ثم أدخله إلى مجلسه و شربا القهوة.
وفي عام ۱۳۷۲ هجريا أمر الملك عبد العزيز بإصدار منشورا عام جاء فيه ( على كل فرد من رعيتنا يحس أن ظلما وقع عليه أن يتقدم إلينا بشكوى و على كل من يتقدم بالشكوى أن يبعث بها بطريق البرق أو البريد المجاني على نفقتنا و على كل موظف بالبريد أن يتقبل الشكاوى من رعيتنا و لو كانت موجهة ضد أولادي و أحفادي أو أهل بيتي و ليعلم كل موظف يحاول أن يثني أحد أفراد الرعية عن تقديم شكواه مهما تكن قيمتها ، أننا سنوقع عليه العقاب الشديد لا أريد في حياتي أن أسمع عن مظلوم و لا أريد أن يحملني الله وزر ظلم أحد أو عدم نجدة مظلوم ألا قد بلغت اللهم فشهد ).